تعاني الأمهات من شغب اطفالهن وفوضاهم داخل الشقق السكنية ،لعدم وجود مساحات أو حديقة قرب المنازل يلعبون فيها آمنين ويفرغون طاقتهم.
فلم تعد أم علاء قادرة على التعامل مع اطفالها بسبب حركتهم الزائدة وملاحقتهم المستمرة في المنزل نتيجة اصرارهم على اللعب المرافق للصراخ والنزاعات المستمرة فيما بينهم .
لجأت الى استشاري نفسي للحصول على طريقة تمكنها من التعامل مع ابنائها وتنهي رحلة شد الاعصاب التي تعيشها يوميا بسبب طريقة لعبهم التي لا تكاد تخلو من الخطورة .
وتقول أم علاء - الموظفة - ابنائي الثلاثة اكبرهم في الصف الرابع الابتدائي واصغرهم عمره ثلاث سنوات لكنهم منذ لحظة دخولهم للمنزل وهم يلعبون بطريقة مزعجة توتر الاعصاب بشكل كبير وقد اصبح الهدوء ولو لساعات قليلة حلما بالنسبة لي فما ان يستكملوا دروسهم حتى يبدا الصراخ واللعب .
وتوضح : لا يتوقف ركضهم داخل المنزل والوقوف على الاماكن المرتفعة كالاسرة والاثاث ما يجعلني دائما في حالة استنفار خوفا عليهم وملاحقتهم كي لا يتعرضوا لاي اذى نتيجة هذا النمط من اللعب .
وتشكو انها بسبب ضغوطات العمل ومسؤولياتها لم تعد قادرة على التعامل مع اطفالها فهي مثلهم ،دائمة الصراخ واحساس الندم يلاحقها لانها تضربهم مكرهة بين الحين والاخر طلبا للحظات من الهدوء التي هي بامس الحاجة اليها بعد يوم عمل طويل.
وهي ليست الوحيدة التي تعاني من هذا الامر فمعظم الامهات يتعرضن لمثل هذا الموقف بسبب لعب اطفالهم داخل الشقق السكنية وضيق مساحاتها او لعدم وجود ما يسمى بحدائق الحي بجانب المنازل او المجمعات ليلعب فيها الأطفال بينما تنشد الامهات لحظات من الهدوء للقيام بأعمال المنزل .
فالعيش في الشقق بات يشكل عالما مغلقا للأطفال سواء أكانوا في المدارس او في عمر اصغر بحيث لا يجدون وسائل تسلية حقيقية تعبىء اوقاتهم خاصة اذا كان هناك اختلاف في الاعمار فالكبار منهم قد يلجأون الى الكمبيوتر للعب بينما الاصغر سنا لا يجدون وسائل تسلية اخرى مما يخلق ايضا حالة من الارباك للأهل .
ويبقى الطفل بالرغم من حركته الزائدة التي قد يشكو منها الاهل وتسبب لهم اجواء من التوتر في الاسرة نعمة من الخالق عزوجل فكثير من الازواج يتمنون هذا التوتر وينشدون سماع اصوات الصراخ و البكاء لا طفال حرموا من مشاهدتهم والاستمتاع بوجودهم في الحياة بسبب عدم قدرتهم على الانجاب .
وقالت اخصائية تربية طفل الدكتورة ميسون عكروش ان هناك علاقة بين السلوكيات التي تظهر عند الاطفال وطبيعة المأوى أوالسكن الذين يقيمون به .
واضافت ان الاطفال يتصفون بالنشاط بطبيعتهم ويتلهفون لا كتشاف العالم الخارجي خارج جدران المنزل فهم يميلون الى الحركة و القفز والمشي لذلك فان وجودهم في امكان تحد من حركتهم اضافة الى حرمانهم من الخبرات الاجتماعية كالتواصل مع الاقارب و الاصدقاء و الخبرات البيئية كالخروج في الهواء الطلق يجعل الاطفال يعبرون عن حاجاتهم الى الحركة والتفاعل مع الاخرين بطرق مختلفة تسبب في بعض الاحيان ازعاجا للأهل .
وبينت عكروش ان اضطرار الاهل للعيش في شقق سكنية امر واقع يجب التعامل معه بايجابية من خلال توفير مناطق خضراء وملاعب في الاحياء السكنية وهذا الامر هو من مسؤوليات القائمين على انشاء هذه المساكن .
وتدعو عكروش الأهل ايضا لتحمل مسؤوليتهم اتجاه ابنائهم لاستيعاب حركتهم داخل المنزل كتعزيز دور المشاركة العائلية باصطحاب ا طفالهم لهذه الزيارات و العمل على توفير فرص للتفاعل مع اطفال اخرين اضافة الى توفير انشطة هادفة داخل المنزل شريطة مشاركة الاهل لاطفالهم بهذه الانشطة كالرسم وقراءة القصص و الالعاب الهادفة التي تعمل على احتواء نشاط الاطفال وحركتهم وتسهم في تخفيف الضغط على الاهل وتجنبيهم التوتر نتيجة حركة اطفالهم وتحذر من خطورة بقاء الاطفال لساعات طويلة امام التلفاز فهو ليس بالوسيلة الامثل لاشغال الاطفال او الحد من حركتهم .