قصيدة خلف

الفارس والمحب خلف -أنا خلف يا بنت للناشفات الريق
.





الفارس والمحب خلف -أنا خلف يا بنت للناشفات الريق
ملتقى الشعر الشعبي



حصلت القصه للشيخ والفارس خلف وهو من قبائل الشمال وكان في بادية سوريا هو
وعشيرته ولكن مثلهم مثل غيرهم من القبائل الاخرى يتركون ديارهم في اوقات غير
منتظمه ومحدده وذلك حسب ظروفهم فتاره يتركونها من اجل الغزو للكسب وتاره من
اجل الغزو للثار وتارة مناجل الربيع وتاره خوف من عدوقادم وهكذا

فكان احيانا يتجهون الى بادية الاردن ووادي السرحان واخرى الى حوران ومره الى
العراق واحيانا الى الجزيره العربيه
وكان خلف هذا ذو باس شديد وكان قد قتل من احد قبائل العراق المعروفة بالشجاعه
وكثرة العدد والعدة عدد كبير من رجالها مما جعلهم يحملون له حقد كبييير ولكن
هناك شيء غريب في الامر
هو ان احدبنات هذه القبيله التي على حرب دائم مع الشيخ خلف وقبيلته
تعشق خلف عشق جنوني عرف به كل القبيلتين

وكان يتقابلان ويتعاهدان على الاخلاص وكان هو في المعارك التي مع عشيرة
محبوبته يتجنب منازلة والدها او اخوانها على امل انه سوف يصلح معهم ويتزوجها
وفي احدى المعارك حصل شيئ غير متوقع في احد المعارك والتي كانت بين الشيخ خلف
وعشيرته من جهه ووالد محبوبته وعشيرته من جهةاخرى

وكانت المعركه في يوم من ايام الكنه وكانت الحرارة عاليه والشمس دانيه
والرياح راكده ونظرا لكون الجيشان متكافئان فقد طالت مدة المعركه الى اكثر من
المتوقع فكان اليوم الاول قد انتهى دون ان يتبين لاحد منهم من هم اصحاب
الغلبه وتخلل ذلك الليل بعض المناوشات وكان ذلك من اسباب اجهاد القبيلتين في
المعركه وبعد ذلك كسبت عشيرة الشيخ خلف غنائم كثيره من العشيره العراقيه ووقع
عدد كبير من الطرفين قتلى وجرحى واسرى وعندما انتهت المعركه وافترقا الجيشان
بانت المفاجئه وجد بين الاسرى الذين وقعوا لدى العشيره العراقيه فارس اثار
الريبه اسمر اللون ولم يطلب من اعدائه ماء ولا طعاما ولم يسمع منه انين
اواستلطاف لمن اسروه ولم ينطق بكلمه منذ اسروه حتى اليوم التالى فقال قائل
منهم ربما يكون خلف وكان الحديث يدور في بيت شيخ العشيره والذي هو والد
معشوقة خلف

وكانت تسمع كل مايدور بين اعيان العشيره ووالدها فعلمت انهم لو تاكدوا انه
خلف فلن يكفي قتله ولكنهم سوف ينكلون به ويتركون كل من له ثار عنده ينتقم
لنفسه من خلف وهو ربيط فمن اراد ان يجدع انفه فليجدعها ومن اراد ان يفقاء
عينه فليفعل

فعندما اجتمعوا كبار القوم للتعرف عليه لم يتاكدوا منه ولكونهم يعلمون بعشقه
لبنت شيخهم وانها تعرفه تمام المعرفه فقال احدهم ان كان خلف فلن يعرفه سوى
فلانه فاجمع القوم على الرأي

فقال اخر انها لن تخبركم ان عرفت ما سوف نفعل به فقال والدها لن نخبرها ودعوا
امرنا سرا ثم نادى ابنته وقال لها انه يوجد لدينا اسرى ولدى خصومنا منا كذلك
وعدد اسرانا لديهم اكثر مما لدينا بكثير ولكن اعتقد ان خلف من ضمن الاسرى
الذين لدينا وان كان ماتوقعته صحيح فسوف نكسب كسبا كبيرا فسوف يطلقون جميع
اسرانا وترد علينا جميع اموالنا التي نهبت وسوف يدفعون لنا من اموالهم
مانطلبه
واريد ان اتاكد منه ان كان فعلا خلف ام لا بمساعدتك لكونك تعرفينه اكثر من
جميع من حولنا وسوف اهيئ له الموقع المناسب الذي يليق باسرى الشيوخ واكرمه
حتى احصل على المال والعزة فابدت المحبوبه الحزينه موافقتها وهي تعلم كل شيئ
ولا تدري ماهي فاعله

وعندما اخذها والدها هو واعيان العشيرة الى الاسرى ورات محبوبها الذي كانت
تظن انه لن يهزم في معركة ربيط مع الاسرى ويعامل كما تعامل العبيد كادت ان
تفتضح مما رأته ولكنها تمالكت نفسها في الوقت الحرج الذي ربما اغلب الرجال
لايقدر ان يتمالك نفسه في مثله وعندما شاهدته وقالوا لها القوم جميعا اهذا
خلف ؟؟
فقالت بكل هدوء انني اعرف خلف تمام المعرفه واعرف هذا الرجل تمام المعرفه ثم
قالت هل جننتم ياقوم تشبهون شيخ القبيله وفارسها بهذا العبد هذا عبد من عبيد
خلف واسمه حويان واسم حويان عند قبائل الشمال يطلق على الحمار المقطوع ذيله
وهي تريد بذلك ابعاد الشك عنه لانها تعرف مصيره ان وقع في ايدي عشيرتها
وعرفوه وهنا وبعد ثلاثة ايام تكلم الاسير وقال مالم يجرؤ احد قبله ولا بعده
على قوله


سن بـدا لي لون سكر الـيـا ذيـق .-----. وسن بـدا لي لون حرف الـريـالي
وافـضن علي هموم من به دواويق .-----. وفي مفرق القذله سواة الهـلالي
استـغـفري يابنت يا ام العشاشيق .-----. عن قولك اسمر من عبيد الموالي
حنا عبيد الرب سيد المخاليق .-----.ومما جرى يابنت هذي من افعالي
ابيك يابنت ناصب رمحته للتشاريق .-----. واخوك حمّاي الضعون التوالي
ياما خذيتـوا منا بكار صعاصيق .-----. ويا كم كسبنا شمط اللحى والعيالي
وأنا خلف يا بنت للناشفات الريق .-----. حمّايهن لو طب فيهن اجبالي


-----تكملة وتعليق---

----واسمح لي بأن استكمل بقية القصة فيبدوا انك نسيت اكمالها


بعد انكشاف امر خلف للجميع بعد تلك القصيدة التي اعترف فيها بأنه خلف وليس
عبد كما قالت حبيبته

كاد ان يفتك به شباب القبيلة المؤسر لديهم خلف ولكن شيخ القبيلة اثناهم عن
امرهم الذي كانوا يعتزمونه وقال لهم غدا نرى ماذا نعمل فيه فانصرف الجميع وفي
صباح اليوم التالي وبعد صلاة الفجر ذهب الشيخ لكبار وعقلاء القبيلة وقال لهم

ان هذا الفارس خلف والذي جرت بيننا وبينه كل تلك الحروب والغزوات والدماء
وعندما وقع في ايدينا وكان يعرف اننا سنقتله ان عرفناه ولكن كرامته واباءه
واعتداده بنفسه أبت عليه ان يخفي هويته لجدير بنا ان نكرمه ونجعل منه صنيعة
لنا فأرى ان نطلق سراحه ونعفوا عنه وان كان يريد ابنتي زوجة له فسيعود وانه
لافضل زوج لها وان كان لا يريدها فعلى الاقل قد كفينا شره وشر قبيلته التي لن
تسكت عن الطلب بدمه

ووافق العقلاء وكبار القبيلة على ذلك الامر واطلقوا خلف بعد ان اخذوا منه
العهود والمواثيق على عدم الاعتداء والتعرض لهم وذهب خلف ولكنه عاد فيما بعد
ليخطب تلك الفتاة التي يحبها وعادت ايام الفرح والسعادة ترفرف على ارجاء
القبيلتين -----