غياب «الفواكة» عن سفرة رمضان

لم تكن تعلم منال العالم، عندما كانت تدخل مع والدتها المطبخ لتشبع عطش حبها للطهي، أن هذا الحب سيقودها في يوم من الأيام لتصبح من أفضل طهاة الوطن العربي اليوم.
إلا أن حب الطهي الذي ظهر عندها في سن مبكر؛ تحول عندها إلى شغف حين كانت دائما ما تدخل المطبخ مع والدتها وتتابع تعاملها مع المقادير والأصناف ولمساتها في الوقت الذي لم تبخل فيه والدتها بتعليمها ومساعدتها.
وشيئا فشيئا تحول هذا الشغف إلى احتراف خاصة بعد زواجها حين أصبحت هي المسؤولة عن الطهي لأسرتها وزوجها، كما قالت ل ابواب- الراي اثناء مشاركتها في معرض التذوق الثاني عشر الذي استقبلها ، ضيفة الشرف بصفتها خبيرة الطهي الاستشارية التي جمعت حولها الجمهور الاردني خلال ايام المعرض المقام في قاعات زارا في جبل عمان.
وللطهي مكانة خاصة عند العالم وتشير أن أسرتها لا تأكل إلا من طهيها علمت كل أبنائها الطهي وهم الآن ماهرون فيه ويتقنونه بشكل كبير كما تعلمته هي من والدتها من قبل.

بداية فن الطهي

كانت البداية بعد أن أتقنت الطهي بشكل جيد عندما بدأت بعض صديقاتها أو جاراتها تسألها عن طبخة معينة وعن طريقة طهيها ولأنها كانت تخشى أن تسهو أو تخطئ بتلقينها شفويا فضلت أن تكتب أي وصفة تسأل عن طريقتها عندها بدأت تكتب وصفاتها حتى أصبحت مرجعا للراغبات في معرفة كيفية طهي طبخة معينة.
وعندما بدأت تكتب الوصفات بشكل مستمر ودائم فكرت العالم بمراسلة بعض المجلات التي تتحدث عن الطهي وترسل لها وصفاتها لتنتشر على صفحاتها لتبدأ مشوارها مع الشهرة في فن الطهي.
وبعد ساعدت الوصفات التي كانت ترسلها العالم للمجلات دخولها عالم الشهرة في فن الطهي حين بدأت رحلتها الإعلامية مع تلفزيون الكويت في العام 2001 من خلال تقديم برنامج تسلم إيدك التي اعتبرته تجربة رائعة أثرت على مسيرتها بسبب افتقار الناس في ذلك الوقت للوصفات الدقيقة والذي سمح لها بالتواصل مع ربات البيوت بشكل مباشر.
وبعد النجاح الذي حققته أحست العالم أن العبئ الملقى على أكتافها أصبح أثقل وأن الرسالة التي تحملها لتعليم فن الطهي خرجت من نطاق الهواية أو الشغف لتصبح مسؤولية عندها افتتحت مركزها لتعليم الطهي في الكويت الذي لقي اقبال كبيرا بين ربات البيوت.
لاحظت العالم مبكرا اعتماد العديد من ربات البيوت العربيات في الطهي لأسرهن على الخادمات، وخاصة الخليجيات منهن لذا حاولت ومن خلال المركز أن تعيد الدور لربة المنزل وللمرأة العربية معتبرة أن الطهي للأسرة يجب أن يكون على يد ربة الأسرة فقط.
ترى في الطهي فنا خالصا وتؤمن بمقولة العين تأكل قبل الفم وتشير إلى أن ربة البيت والطاهية المميزة يجب أن تطهو بشكل جميل وأن تحاول أن تزين أطباقها ولو بشكل بسيط ومن مكونات الطعام نفسه وذلك حتى يكون طعامها يحمل شكلا جذابا قبل الأكل.

العادات الغذائية شهر رمضان

تعتبر العالم أن رمضان شهر يجب موازنة الوجبات الغذائية وليس التخفيف من الوجبات أو التقليل منها ، رأت فيه شهرا تنسجم فيه حكمت الصيام مع ازدياد شهوة الطعام وأنه يجب التعامل معه بحرص وأن تنظيم الطعام وإدخال الوجبات الصحية على السفرة في رمضان هو أساس الغذاء السليم فيه.
وانتقدت غياب الفواكة عن سفرة رمضان وتمنت أن تعود الفواكة إلى المطبخ العربي والسفرة العربية كما أكدت أن وجود السلطات أمر ضروري في شهر رمضان المبارك.
وعن سلوكيات شهر رمضان تمنت العالم أن تستبدل ربة الأسرة العصائر المصنعة والتي تحتوي على مواد صناعية بالعصائر الطبيعية الغنية بالمواد والفيتامينات المفيدة للجسم.
وعن غياب الثقافة الغذائية السليمة وتكرار السلوكيات الغذائية الخاطئة في شهر رمضان أشارت أن تحميل النفس أكثر من طاقتها هو ما يهدد الصائمين حين يأكلون مرة واحدة بعد الإفطار مما يؤذيهم كما أنها تقدمت بالنصح بالأكل رويدا بعد الإفطار حتى لا يرهق الصائم معدته.
واعتبرت أن المطبخ العربي من أغنى المطابخ في العالم من ناحية القيمة الغذائية لاصنافة المتنوعة وأن السفرة العربية مميزة ومتوازنة لاحتوائها على كافة الأنواع والأصناف الغذائية الضرورية التي يحتاجها الإنسان ودعت للمحافظة على المطبخ العربي والأكلات العربية المميزة.
وعن أغنى الأطباق التي أنتجها المطبخ العربي قيمة غذائية اعتبرت العالم أن التبولة أغناها قيمة غذائية على الإطلاق وهي الطبق الصغير الذي تصنعه ربات البيوت العربيات ومن أكثر الأطباق التي تشكل وجبة غذائية كاملة.
كما اعتبرت أن التغذية السليمة أساس استمرار الحياة بشكل طبيعي وسليم وأن الهدف من التغذية هي المحافظة على سلامة الإنسان لذي يجب أن تبقى التغذية وسيلة لاستمرار الحياة بشكلها الطبيعي لا أن تكون طريقا للإضرار بصحة الناس.
وترفض العالم مهاجمة الوجبات السريعة وتؤكد أن القليل منها لا يضر إلا أنها تعود لتؤكد على ضرورة التوازن بين الوجبات الغذائية.
استراتيجية غذائية وعن أفضل طريقة لزرع الثقافة الغذائية السليمة تمنت أنه لو كان بيدها أن تضع استراتيجية غذائية فإنها ستضع استراتيجية مبنية على التجارب الحسية وضربت مثلا أنها ستقوم بإعطاء الأطفال في المدارس تفاحة يوميا من أجل أن يعتاد الأطفال على هذه السلوكيات لأنها قالت أن الجانب النظري والتلقين وحده لا يكفي للتأثير على سلوكيات المجتمع وتغيير ثقافته بل يحتاج إلى الجانب العملي أيضا.
وكما اعتبرت أن أي محاولة للتأثير على الثقافة الغذائية عند أفراد المجتمع يجب أن لا تشمل فئة وتتجاهل الأخرى وأن أي محاولة من هذا القبيل حتى تحقق النجاح يجب أن تشمل كافة مكونات الأسرة من الصغار والشباب وكبار السن أيضا.
وترى العالم في بعض القنوات أو البرامج التي تقدم وصفات غذائية لا تتناسب مع الثقافة العربية أو المطبخ العربي قنوات لا تخدم أحدا معتبرة أنها تساعد على تشتيت الام وهدم المطبخ العربي.
المطبخ والسعادة الأسرية وعن دور المطبخ ونوعية الطهي في تحقيق السعادة عند الأسرة أشارت العالم أن ربة المنزل المتفانية في الطهي والقادرة على إسعاد أسرتها بتقديم أشهى الأكلات تعتبر من مفاتيح السعادة في الحياة الأسرية.
وترى العالم في المطبخ عالما فريدا وجميلا وتقول أن كثير من الرجال الذين اكتشفوا متعة دخول المطبخ ومساعدة زوجاتهم في بعض الأعمال فيه تحولت حياتهم الأسرية إلى مكان ملئ بالسعادة.
وفي سبيل دعم حب الطهي عند الفتيات وتوجيههم نحو تعلم فن الطهي اعتبرت أن احتضان الام لابنتها في المطبخ واستيعابها لوجودها والإجابة عن كافة الأسئلة التي تطرحها عامل مهم وضروري في خلق طاهية ممتازة ومن طراز نادر في المستقبل.
واعتبرت العالم أن الدعم والتوجه الإعلامي الذي يساعد على نشر الثقافة الغذائية بين الناس وتوعيتهم بنوعية الغذاء السليم يلعب دورا كبيرا في توعية الناس وتعريف الناس بحقيقة الوجبات الصحية التي تفيد أجسامهم.
ورأت العالم أن المطبخ العربي تأثر كثيرا بالمطبخ التركي لوجود تقارب كبير في الثقافة بين الشعوب العربية والشعب التركي واعتبرت أن المطبخ التركي هو أقرب المطابخ إلى المطبخ العربي بسبب الترابط والتاريخ المشترك.
وعن أحلامها وأمنياتها قالت العالم أنها تتمنى أن يكون هناك مراكز وأكاديميات لتعليم الطهي لربات البيوت وليس فقط للطلاب الراغبين في تعليمه من أجل ممارسة عملهم من خلاله معتبرة أن ربة المنزل هي الأساس في المطبخ.
ولا تعتبر العالم أن التقنيات الموجودة حاليا سلبت المرأة دورها بل اعتبرتها عاملا مساعدا للمرأة في موضوع الطهي وأن المرأة يجب أن تتعلم كيف توظف هذه التقنيات في خدمتها ومساعدتها في بعض الأمور.